زاوية الأبحاثزاوية الدعوة اليمانيةزاوية العقائد الدينية

المعترضون على خلفاء الله .. وحدة المنهج (( الحلقة الحادية عشرة )) القسم (2)

ssssjpegالسادسة: ((اقتراح المعترضين للرسل والآيات والأدلة )) وهذه بعض أقوالهم واقتراحاتهم، وهي على قسمين:

أ‌-       اقتراح المعترضين للخليفة: هذه بعض الأمثلة والشواهد مما يرتبط باقتراح رسل الله وخلفائه في أرضه من قبل المعترضين:

1-    إبليس (لعنه الله) يقترح على الله سبحانه أن يكون هو الخليفة: قال تعالى عند بيان حال إبليس عليه اللعنة في رفضه السجود لآدم عليه السلام: ﴿قَالَ مَا مَنَعَكَ أَلاَّ تَسْجُدَ إِذْ أَمَرْتُكَ قَالَ أَنَاْ خَيْرٌ مِّنْهُ خَلَقْتَنِي مِن نَّارٍ وَخَلَقْتَهُ مِن طِينٍ﴾ الأعراف: 12.  (أَنَا خَيْرٌ مِّنْهُ) فكأنه يقول لربه: لو كنت (أنا) الخليفة لا من وقع عليه اختيارك واجتبيته واصطفيته من خلقك.

2- لو كان الخليفة ملكاً لا بشراً: وهو ما نجده في قول المعترضين من قوم نوح عليه السلام حيث قالوا: ﴿.. وَلَوْ شَاء اللَّهُ لَأَنزَلَ مَلَائِكَةً مَّا سَمِعْنَا بِهَذَا فِي آبَائِنَا الْأَوَّلِينَ﴾ المؤمنون: 24. والحال أنّ الله تعالى يجيب هذا النوع من الاعتراض بأنه حتى لو أنزل ملكاً لكان بصورة رجل تأكيداً لسنة الامتحان الإلهي لكافة الخلق بخلفاء الله وحججه ﴿وَلَوْ جَعَلْنَاهُ مَلَكاً لَّجَعَلْنَاهُ رَجُلاً وَلَلَبَسْنَا عَلَيْهِم مَّا يَلْبِسُونَ﴾ الأنعام: 9.

2-    لو كان فلان هو الخليفة: وهو ما قاله كفار قريش لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لما بعث إليهم: ﴿وَقَالُوا لَوْلَا نُزِّلَ هَذَا الْقُرْآنُ عَلَى رَجُلٍ مِّنَ الْقَرْيَتَيْنِ عَظِيمٍ﴾ الزخرف: 31. وهم يعنون بهما: الوليد بن المغيرة بمكة، أو عروة بن مسعود الثقفي بالطائف باعتبارهما أصحاب وجاهة ونفوذ بنظر المعترضين.

ب‌-  اقتراح ما يأتي به خلفاء الله من آيات وأدلة: وفي هذا القسم من اقتراحات المعترضين أيضاً توجد شواهد متعددة: فمنها: ما يرتبط باقتراح نزول ملك مع الخليفة للإنذار ﴿وَقَالُواْ لَوْلا أُنزِلَ عَلَيْهِ مَلَكٌ وَلَوْ أَنزَلْنَا مَلَكاً لَّقُضِيَ الأمْرُ ثُمَّ لاَ يُنظَرُونَ﴾ الأنعام: 8. ومنها: ما يرتبط باقتراح نزول آية أو آيات ﴿وَيَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُواْ لَوْلا أُنزِلَ عَلَيْهِ آيَةٌ مِّن رَّبِّهِ إِنَّمَا أَنتَ مُنذِرٌ وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ﴾ الرعد: 7. ومنها: ما يرتبط بتبديل ما يأتي به ﴿وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ قَالَ الَّذِينَ لاَ يَرْجُونَ لِقَاءنَا ائْتِ بِقُرْآنٍ غَيْرِ هَذَا أَوْ بَدِّلْهُ قُلْ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أُبَدِّلَهُ مِن تِلْقَاء نَفْسِي…﴾ يونس: 15. ومنها: اقتراحات أخرى بالمجان، يجمعها قوله تعالى حكاية لها: ﴿وَقَالُواْ لَن نُّؤْمِنَ لَكَ حَتَّى تَفْجُرَ لَنَا مِنَ الأَرْضِ يَنبُوعاً * أَوْ تَكُونَ لَكَ جَنَّةٌ مِّن نَّخِيلٍ وَعِنَبٍ فَتُفَجِّرَ الأَنْهَارَ خِلالَهَا تَفْجِيراً * أَوْ تُسْقِطَ السَّمَاء كَمَا زَعَمْتَ عَلَيْنَا كِسَفاً أَوْ تَأْتِيَ بِاللّهِ وَالْمَلآئِكَةِ قَبِيلاً * أَوْ يَكُونَ لَكَ بَيْتٌ مِّن زُخْرُفٍ أَوْ تَرْقَى فِي السَّمَاء وَلَن نُّؤْمِنَ لِرُقِيِّكَ حَتَّى تُنَزِّلَ عَلَيْنَا كِتَاباً نَّقْرَؤُهُ قُلْ سُبْحَانَ رَبِّي هَلْ كُنتُ إَلاَّ بَشَراً رَّسُولاً﴾ الإسراء: 90 – 93.

وإذا ما أردنا أن نضيف لها قائمة الطلبات اليوم في قبال دعوة السيد احمد الحسن (ع) فستطول القائمة وتعرض، مثل: لماذا خرج من البصرة ولم يكن من مكان آخر، لماذا أتى بكذا ولم يأتي بكذا، لماذا لم يخرج على الفضائيات ووسائل الإعلام ويتكلم، لماذا لا يأتي لنا، لماذا لم نسمع به، لماذا لم نراه وفقط انتم من رأيتموه، لماذا … ولماذا … إلى حيث يشاء الله بالتمكين لخليفته وحجته، فإن (لم، وكيف، وباقي أدوات الاستفهام) لا تنتهي والقوم يستنون بمن سبقهم من أقوام اعترضت على خلفاء الله واشترطت واقترحت فخابت وخسرت، وكأنّ الأمر موكول لها في إدارة الخلق وتعليم خليفة الله إذا أتى كيف يأتي وبم يأتي.

ولا ريب أنّ الطلبات والاقتراحات – وهي كثيرة وقد تقدم بعضها – تشكل بمجموعها سنّة من سنن المعترضين أيضاً في تعاملهم مع دعوات المرسلين وخلفاء الله في أرضه، فكما كان اقتراح الرسول والخليفة أمراً يوحد المعترضين فكذلك هو توحدهم على اقتراح الأدلة وكيفية مجيء الخلفاء الإلهيين.

والحمد لله رب العالمين. 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى