زاوية العقائد الدينيةعقائد الشيعة

اليماني هو قائم آل محمد الحلقة السابعة

قبل أن أدخل في موضوعي أود الإشارة إلى أمر مهم ، لكي لا تتلقف الظنون عبارة ( اليماني هو قائم آل محمد ) بكثير من الأوهام ، غير المقصودة من البعض والمقصودة من آخرين.

أود أن أقول: إن اليماني هو القائم بالسيف بأمر من أبيه الإمام المهدي (ع) ، وهذا المعنى الذي يؤكد وجود الإمام المهدي (ع) ، ويمنحه دوره الكامل سيكون دائماً حداً لن تتجاوزه كلماتي.

 الدليل  الرابع عشر

ورد الكافي – الشيخ الكليني :

( عن أبي جعفر عليه السلام قال : قال رسول اللّـه صلى اللّـه عليه وآله : من ولدي اثنا عشر نقيبا ، نجباء ، محدثون ، مفهمون ، آخرهم القائم بالحق يملاها عدلا كما ملئت جورا )([1]).

أولاد رسول اللّـه (ص) بعد استثناء أخيه علي (ع) هم أحد عشر لغاية الإمام المهدي محمد بن الحسن (ع) ، إذن الثاني عشر منهم هو أحمد (ع) ، وهو القائم .

وهذه روايات أخرى تتحدث عن الإمام الثالث عشر وهي تؤكد ما تقدم:

عن أبي حمزة ، عن أبي جعفر عليه السلام قال : ( إن اللّـه أرسل محمدا صلى اللّـه عليه وآله إلى الجن والإنس وجعل من بعده اثني عشر وصيا ، منهم من سبق ومنهم من بقي وكل وصي جرت به سنة والأوصياء الذين من بعد محمد صلى اللّـه عليه وآله على سنة أوصياء عيسى وكانوا اثني عشر وكان أمير المؤمنين عليه السلام على سنة المسيح )([2]).

إذن أوصياء رسول اللّـه (ص) على سنة أوصياء عيسى (ع) وهم إثنا عشر، وعلي (ع) على سنة عيسى (ع)، إذن هو غير داخل في الإثني عشر، فيكون الثاني عشر هو أحمد (ع) ([3]).

ومثله عن أنس بن مالك قال : ( سئلت رسول اللّـه (ص) عن حواري عيسى (ع) فقال (ص): كانوا من صفوته وخيرته وكانوا إثني عشر … وساق الحديث إلى إن قال (ص) : الأئمة بعدي إثنا عشر من صلب علي (ع)

وفاطمة (ع) وهم حواري وأنصاري عليهم من اللّـه التحية والسلام )([4]) .

بحار الانوار :

قال رسول اللّـه (ص) : ( … وان اللّـه نظر الى اهل الارض نظرة فاختار منها رجلين احدهما انا فبعثني رسولا والاخر على بن ابى طالب  واوحى الى ان اتخذه اخا وخليلا ووزيرا ووصيا وخليفه … الا وان اللّـه نظر نظرة ثانيه فاختار بعدنا اثنى عشر وصيا من اهل بيتى فجعلهم خيار امتى واحد بعد واحد مثل النجوم ( فى ) السماء كلما غاب نجم طلع نجم … )([5]) .

ومثله في كفاية الأثر للخزاز القمي :

( حدثني محمد بن وهبان البصري ، قال حدثني داود بن الهيثم بن إسحاق النحوي ، قال حدثني جدي إسحاق بن البهلول ابن حسان ، قال حدثني طلحة بن زيد الرقي ، عن الزبير بن عطا ، عن عمير بن هاني العيسى ، عن جنادة بن أبي أميد قال : دخلت على الحسن بن علي عليهما السلام في مرضه الذي توفي فيه وبين يديه طشت يقذف فيه الدم ويخرج كبده قطعة قطعة من السم الذي أسقاه معاوية لعنه اللّـه ، فقلت : يا مولاي ما لك لا تعالج نفسك ؟ فقال : يا عبد اللّـه بماذا أعالج الموت ؟ قلت : إنا للّـه وإنا إليه راجعون . ثم التفت إلي وقال : واللّـه إنه لعهد عهده إلينا رسول اللّـه صلى اللّـه عليه وآله وسلم ، أن هذا الأمر يملكه اثنا عشر إماما من ولد علي عليه السلام وفاطمة (ع) ، ما منا إلا مسموم أو مقتول )([6]).

وفي كتاب سليم بن قيس – تحقيق محمد باقر الأنصاري :

( عن سليم عن سلمان ، قال : كانت قريش إذا جلست في مجالسها فرأت رجلا من أهل البيت قطعت حديثها . فبينما هي جالسة إذ قال رجل منهم : ( ما مثل محمد في أهل بيته إلا كمثل نخلة نبتت في كناسة ) فبلغ ذلك رسول اللّـه صلى اللّـه عليه وآله فغضب ، ثم خرج فأتى المنبر فجلس عليه حتى اجتمع الناس ، ثم قام فحمد اللّـه وأثنى عليه ، ثم قال : أيها الناس ، من أنا ؟ قالوا : أنت رسول اللّـه . قال : أنا رسول اللّـه ، وأنا محمد بن عبد اللّـه بن عبد المطلب بن هاشم ، ثم مضى في نسبه حتى انتهى إلى نزار. خلق أهل البيت (ع) ونسبهم ثم قال : ألا وإني وأهل بيتي كنا نورا نسعى بين يدي اللّـه قبل أن يخلق اللّـه آدم بألفي عام ، وكان ذلك النور إذا سبح سبحت الملائكة لتسبيحه . فلما خلق آدم وضع ذلك النور في صلبه ثم أهبط إلى الأرض في صلب آدم . ثم حمله في السفينة في صلب نوح ، ثم قذفه في النار في صلب إبراهيم . ثم لم يزل ينقلنا في أكارم الأصلاب حتى أخرجنا من أفضل المعادن محتدا وأكرم المغارس منبتا بين الآباء والأمهات ، لم يلتق أحد منهم على سفاح قط . ألا ونحن بنو عبد المطلب سادة أهل الجنة : أنا وعلي وجعفر وحمزة والحسن والحسين وفاطمة والمهدي . اختار اللّـه محمدا وعليا والأئمة (ع) حججا ألا وإن اللّـه نظر إلى أهل الأرض نظرة فاختار منهم رجلين : أحدهما أنا فبعثني رسولا ونبيا ، والآخر علي بن أبي طالب ، وأوحى إلي أن أتخذه أخا وخليلا ووزيرا ووصيا وخليفة . ألا وإنه ولي كل مؤمن بعدي ، من والاه والاه اللّـه ومن عاداه عاداه اللّـه . لا يحبه إلا مؤمن ولا يبغضه إلا كافر . هو زر الأرض بعدي وسكنها ، وهو كلمة اللّـه التقوى وعروته الوثقى . ( يريدون أن يطفؤوا نور اللّـه بأفواههم واللّـه متم نوره ولو كره الكافرون ) . ألا وإن اللّـه نظر نظرة ثانية فاختار بعدنا اثني عشر وصيا من أهل بيتي ، فجعلهم خيار أمتي واحدا بعد واحد ، مثل النجوم في السماء ، كلما غاب نجم طلع نجم . هم أئمة هداة مهتدون لا يضرهم كيد من كادهم ولا خذلان من خذلهم . هم حجج اللّـه في أرضه ، وشهدائه على خلقه ، وخزان علمه ، وتراجمة وحيه ، ومعادن حكمته . من أطاعهم أطاع اللّـه ومن عصاهم عصى اللّـه . هم مع القرآن والقرآن معهم ، لا يفارقونه حتى يردوا علي الحوض . فليبلغ الشاهد الغائب . اللّـهم اشهد ، اللّـهم اشهد – ثلاث مرات – )([7]).

وفي الغيبة – للشيخ الطوسي :

( عن زرارة قال : سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول : الإثنا عشر الإمام من آل محمد كلهم محدث [ من ] ولد رسول اللّـه صلى اللّـه عليه وآله وسلم وولد علي بن أبي طالب عليه السلام ، فرسول اللّـه وعلي عليهما السلام هما الوالدان )([8]).([9])

وفي الغيبة أيضاً :

( عن محمد بن يحيى ، عن محمد الحسين، عن مسعدة بن زياد ، عن أبي عبد اللّـه عليه السلام .

ومحمد بن الحسين ، عن إبراهيم بن أبي يحيى المدني ، عن أبي هارون العبدي ، عن أبي سعيد الخدري قال : كنت حاضرا لما هلك أبو بكر واستخلف عمر أقبل يهودي من عظماء يثرب يزعم يهود المدينة أنه أعلم أهل زمانه حتى رفع إلى عمر ، فقال له : يا عمر إني جئتك أريد الإسلام ، فإن خبرتني عما أسألك عنه فأنت أعلم أصحاب هذا الكتاب والسنة ، وجميع ما أريد أن أسأل عنه قال : فقال ( له ) عمر : إني لست هناك ، لكني أرشدك إلى من هو أعلم أمتنا بالكتاب والسنة وجميع ما قد تسأل عنه ، وهو ذاك – وأومأ إلى علي عليه السلام – … إلى قوله: فقال له أمير المؤمنين عليه السلام : إن لهذه الأمة اثني عشر إمام هدى من ذرية نبيها ، وهم مني . وأما منزل نبينا صلى اللّـه عليه وآله وسلم في الجنة فهو أفضلها وأشرفها جنة عدن . وأما من معه في منزله منها فهؤلاء الاثنا عشر من ذريته وأمهم وجدتهم – أم أمهم – وذراريهم ، لا يشركهم فيها أحد )([10]).

وفي كفاية الأثر – الخزاز القمي :

( عن أنس ابن مالك ، قال : سألت رسول اللّـه صلى اللّـه عليه وآله وسلم عن حواري عيسى ، فقال : كانوا من صفوته وخيرته ، وكانوا اثني عشر مجردين مكنسين في نصرة اللّـه ورسوله لا رهو فيهم ولا ضعف ولا شك ، كانوا ينصرونه على بصيرة ونفاد وجد وعنا . قلت : فمن حواريك يا رسول اللّـه ؟ فقال : الأئمةبعدي اثنا عشر من صلب علي وفاطمة، هم حواري وأنصار ديني ، عليهم من اللّـه التحية والسلام )([11]).

وفي الكافي للكليني :

( عن زرارة قال : سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول : نحن اثنا عشر إماما منهم حسن وحسين ثم الأئمة من ولد الحسين عليه السلام )([12]).  

وفيه كذلك :

( قال له أمير المؤمنين عليه السلام إن لهذه الأمة اثني عشر إمام هدى من ذرية نبيها وهم مني )([13]).



  ([1])الكافي : ج 1 ص 534.

  ([2])الكافي : ج 1 ص 532 – الإمامة والتبصرة : ص 134.

  ([3])قد يقال ان سنة علي (ع) من عيسى (ع) ليس ان من بعده اثنا عشر وصيا، بل ما جرى عليه من التكذيب وغصب الخلافة ومواجهته من قبل من يسمون بأصحاب الرسول ص وغير ذلك. أقول: هو بعيد والأظهر منه ما ذكرناه في المتن.

([4])  لمحات : ص220.

([5])  بحار الانوار : ج22 ص 148.

([6])  كفاية الأثر : ص 226 – 227.

  ([7])كتاب سليم بن قيس : ص 379 – 380.

  ([8])الغيبة للطوسي : ص 151 – 152.

  ([9])وروى ذلك ايضا الكليني في الكافي ج1 ص531 باب ما جاء في النص على الاثني عشر ح6 و ح14، بصائر الدرجات ص340، البحار ج26 ص72، وغيرها من المصادر.

  ([10])الغيبة للطوسي : ص152 – 154.

  ([11])كفاية الأثر : ص 68 – 69.

  ([12])الكافي : ج 1 – ص 533.

  ([13])الكافي : ج 1 – ص 532.

………………………………………………………………………………………………………………….

( صحيفة الصراط المستقيم – العدد 21 – السنة الثانية – بتاريخ 14-12-2010 م – 8 محرم 1432 هـ.ق)

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى