زاوية الدعوة اليمانيةزاوية العقائد الدينيةعقائد الشيعة

الاثبات التاريخي لمرحلة مابعد المهدي ع عند الصدر الثاني

يقول السيد محمد محمد صادق الصدر (رض) في موسوعته المهدوية ج3 ص649 عن تاريخ مابعد الظهور تحديدا المهديين الذين يحكمون بعد الامام (ع ) من ذريته وقد وصفهم بالاولياء الصالحون بقوله (ان هؤلاء الاولياء الصالحون هل هم متفرقون من حيث النسب او انهم يتسلسلون في النسب وينتهون الى الامام المهدي (ع) نفسه او انهم على شكل اخر وينبغي ان نفهم سلفا ان لا اهمية كبيرة في الجواب على هذا السؤال اذ الاهم في الموضوع هو صفاتهم الذاتية واعمالهم العادلة دون قضية النسب )

والمهديون الاثني عشر الذين يخلفون الامام (ع) من ذريته قد ورد ذكرهم في الاخبار الواردة عن اهل البيت (ع)

ففي مختصر بصائر الدرجات ص49

عن الصادق (ع) إنه قال: ((إن منّا بعد القائم (ع) إثنا عشر مهدياً من ولد الحسين (ع)))

وعن الإمام السجاد (ع) قال: ((يقوم القائم منا ثم يكون بعده اثنا عشر مهدياً)) شرح الأخبار 3 /400

وعن أبي بصير قال: ((قلت للصادق جعفر بن محمد (ع): يا ابن رسول إني سمعت من أبيك (ع) انه قال: يكون بعد القائم اثنا عشر إماماً. فقال إنما قال: اثنا عشر مهديا ًولم يقل اثنا عشر إماما ً ولكنهم قوم من شيعتنا يدعون الناس إلى موالاتنا ومعرفة حقنا)) كمال الدين 2/358 / الزام الناصب ج2ص394 /بحار الانوار ج53ص145

وعن أبي جعفر وأبي عبد الله (ع) في ذكر الكوفة قال: (…فيها مسجد سهيل الذي لم يبعث الله نبياً إلا وصلى فيه ومنها يظهر عدل الله وفيها يكون قائمه والقوام من بعده وهي منازل النبيين والأوصياء والصالحين)) وسائل الشيعة الإسلامية 3 /524

وعن الصادق (ع) قال في أحد الأدعية المشهورة ((اللهم كن لوليك القائم بأمرك محمد بن الحسن المهدي عليه….وتجعله وذريته من الأئمة الوارثين)) بحار الأنوار 49 /349

وهنا يبرز لدينا تساؤل مفاده هل هم متسلسلون في النسب احدهم ابن الاخر او انهم متفرقون من هذه الجهه وان انتسيوا الى الامام المهدي (ع) في النهاية . وعن ذلك يقول الصدر الثاني (… ومعه فمن المضنون جدا ان يكون تسلسلهم النسبي محفوظا من اجل الحفاظ على تسلسل الولاية الضروري لتربيت الحاكم ) ص650

وفي حكم الاولياء الصالحين ينسجم تماما مع الفهم الاخر لابناء العامة الذي يقول ان المهدي رجل يولد في حينه فيملئ الارض قسطا وعدلا ولا ربط له مباشر بغيبة الامام المهدي (ع) قبل ظهوره  وهذا الفهم قد ادخل عقيدة المهدي في مازق عقائدي وتاريخي واوجد تعارضا كبيرا في الروايات التي وردت عن الفريقين ولكن بطرح فكرة المهديين الاثني عشر وخاصة المهدي الاول (ع) زال التعارض فهو المهدي الذي يولد في اخر الزمان ويقود حركة التمهيد والتمكين لابيه الامام محمد ابن الحسن العسكري (ع)  وعن هذه المرحلة يقول السيد الصدر الثاني (ان الامام المهدي (ع) لن يهمل امر الامة الباقية بعده لا لمجرد ان تبقى رهن الانحلال والضياع فضلا عن بقاء الارض بغير حجة من بعده يعمل ويسهر على تربية البشرية وصولا الى المجتمع المعصوم وهذه التربية لا يمكن ان ياخد بزمام تطبيقها الا الانسان الصالح الكامل حين يصبح رئيسا للدولة العادلة ومثل هذا الرجل لا يمكن معرفته لاحد غير الامام المهدي (ع) نفسه ولعله يوليه التربية الخاصة التي تؤهله لهذه المهمة الجليلة ) ص645 ويضيف السيد الصدر ايضا (…. ومن هنا سيقوم الامام المهدي (ع) بتعين ولي عهده وخليفته خلال حياته ) نفس المصدر ص646 ويستطرد السيد الصدر (.. نعم لا شك ان الامام المهدي (ع) قد شدد واكد باعلانات عالمية متكررة على ضرورة اطاعة خليفته ) ص647 وقد اصدر وصيه السيد احمد الحسن (ع) في 1/شوال /1424 هــ وبامر من ابيه الامام المهدي(ع) عدة نداءات عالمية خاطب فيها اصحاب القرار في العالم بضرورة طاعته . ويؤكد السيد الشهيد الصدر ان الروايات الداله على حكم الاولياء الصالحين … صالحة للاثبات التاريخ.

(صحيفة الصراط المستقيم ـ العدد 20 بتاريخ 1 محرم 1432 هـ الموافق ل 07/12/2010 م)

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى